تفاءلوا خيرا تجدوه
قد صارت الكثير من الأمور والأحداث تنبثق في وقتنا الحاضر مع التطور السريع للركب الحضاري وما يحمله من تغييرات في حياة الإنسان، بحيث انبثقت أمامه الكثير من المسارات وتفرعت المعارف وانفتحت كومة من الفوضى الفكرية وسبل جديدة أدت إلى اختلاف السلوكيات وتداعيات الأخلاق، وتباعدت الرؤية الصحيحة للكثير من الأمور وكـثر اللغْط واختلط الحابل بالنابل، وارتفعت نسبة الشتات الفكري من خلال التأثير التكنولوجي ومن ضِمنه مواقع التواصل على شبكة الأنترنت... فلم يعد المَرْء يتبين المسلك الصحيح للأخذ بأمور الحياة والتمييز بين الصالح والطالح...
مما أدى به إلى الانطواء على نفسه والشعور بالتقلص، وبالإحباط والدخول في مَغـبة الشك والريب في نفسه وفي كل مقومات ذاته، وبالتالي يصير ضحية للتشاؤم واليأس والخدلان، وتضيع منه إشراقة التفاؤل والتي غالبا ما يتوق إليها في لحظة من اللحظات، لأن الإنسان من طبعه او من خلال غريزته ينبثق من جديد كالعنقاء، ويبحث عن نفسه من جديد ويعلم في لحظة أويقـتنع ان الحياة تناقضات وأن الخروج من مَغـبة التشاؤم واليأس ممكنة...
وهنا تنبعث مقولة مؤثرة وإيجابية، فهناك من ينسبها للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وهناك من يثبت أنها ليستْ بصِلة بأحاديثه وهي "تفاءلوا خيرا تجدوه".
جملة تحمل في طياتها شحنة من الإيجابية والإيحاء بالمُضِي قُدُما نَحْو الحياة بنفس يملأها الأمل والثقة بالنفس
ولما تُـقرأ بإمعان يتسلل الانشراح إلى مَكامِن النفس وتنفتحٌ نافذة التفاؤل والأملِ والشغف....
التفاؤل طريق النجاح، حين يتصف المرءُ به يُسقط الكثير من المتاعب والتوَجس، ويكسر الكثير من العَـقبات والمتاريس... التي تواجهه في مسارات حياته، تمنحه التفاؤل والإيجابية، تمضي به نحو إشراقة الحياة والإنجاز وإتقان العمل بهمة وشغف.... لأن التفاؤل والانشراح يُكسر الظلال المُعتمة والنمطية والتواكل والسلبية.