Guernica لوحة الجرنيكا
بابلو بيكاسو Pablo Picasso
بعد قصف قرية جرنيكا من الجو بأطنان من القنابل من طرف طائرات النازية الألمانية قبيل الحرب العالمية الثانية بالتواطؤ مع الجنرال الاسباني فرانشيسكو فرانكو أحد متزعمي الحرب الأهلية الاسبانية وهي حركة انقلابية قام بها الجنرالات العسكريون و أدت إلى الإطاحة بالحكم الجمهوري في إسبانيا
وقد خلف هذا الحادث عددا هائلا من الضحايا المدنيين من أبناء إسبانيا، مما أثار الوجدان الإنساني للفنان التشكيلي الإسباني بابلو بيكاسو وأشعلت في نفسه سخطاً كبيراً على وحشية هذه الحرب.
Guernica و التي رسمها عام 1937 وسمّاها باسم القرية
وقد أنجزها بانفعال وألم وبشعور صادق، مستعملا اللون الأبيض والأسود والدرجات الرمادية المتفحمة معبرا عن الأسى والحزن والغضب
وبقياس جداري كبيرامتد 349 سم طولاً و 776 سم عرضاً.
اللوحة معبرة ومؤثرة جدا، حيث نـرى مشـهـد ذعـر وألـم وبـلبلـة انتابت أبناء القرية أثـنـاء حـدوث الاعتـداء عليـهـم.. ، مـنـهـم مـن يـصـرخ ومـنهـم مـن يبـكي ومـنـهـم مـن يـستـغيث
وقد اسـتـعـمل بيـكاسـو فيها بـعض الرموز التـي تـدل علـى الحـرب كالسـكيـن والحصـان والثــور
وربـمـا الثـور جـاء هـنـا رمـزاً للهـمجيـة والـعـنـف واللاعقلانية التي تعرف بها الحروب
رسم اللوحة باللونيـن الأبيـض والأسـود واللون الرمادي بقتامته إشارة إلى سـوداويـة الـحرب وبشـاعتـهـا، مسـلّـطا الضـوء علـى الأبـريـاء والأطفـال .....ضـحـايـا الطغيان.
بيـكـاسـو كـان رسـامـا يسارياً منـتميـاً إلـى فـئـة الضـعفـاء والمسـاكيـن، وكـان تـعـاطفـه مـعـهـم بـارزاً فـي أكثـر لـوحـاتـه..
وقد أصبحت اليوم لـوحـة "جرنيـكـا" رمـزاً عالمياً مضاداً للحرب وهـمجيـتها ومـآسيـهـا ورمـزاً احـتـجاجيـاً علـى حـقـوق الإنسـان الضـائـعة فـي كـل الحـروب
شغلت هذه اللوحة الأوساط الفنية العالمية لمدة تزيد على ربع قرن و قد رحلت هذه للوحة التعبيرية الرمزية إلى عدد كبير من المتاحف العالمية حتى استقرت في متحف الفن الحديث في نيويورك بعد استحواذ الجنرال فرانكو على السلطة و ذلك بناء على طلب بيكاسو شريطة أن تعود اللوحة إلى اسبانيا بعد العودة إلى الديموقراطية
في عام 1981 حطت طائرة أمريكية على أرض مطار مدينة مدريد وعلى متنها لوحة الجرنيكا و قد استقبلت في المطار استقبالاً مهيباً و حيتْها طلقات المدافع و فرش لها البساط الأحمر ليتم تسليمها إلى السلطات الملكية الدستورية في أسبانيا، بعد ذلك تم نقلها إلى متحف البرادو الشهير في مدريد
تتربع اليوم لوحة الجرنيكا على مساحة جدارية بارزة في متحف الملكة صوفيا بمدريد و قد وقع الاختيار على هذا المتحف بعد تنافس كبير بين عدة مدن إسبانية على شرف حيازة هذه اللوحة في متاحفها
يعتبر بابلو بيكاسومن أشهر فناني القرن العشرين وأكثرهم تنوعاً وأغناهم إبداعا وتجديدا ..فهو فنان تشكيلي وخزاف ومصمم، ويُعد من مبدعي الفن التكعيبي، وكان متعدد المواهب، متواصل النشاط، متجدد الرؤية، متقلب المزاج، وفير الإنتاج، ويُـقدر ما صنعت يداه من إبداعات فنية بأكثر من عشرين ألف عمل منتشرة في كل أرجاء العالم في المتاحف والقصور
ولد في مَلَقا في إسبانيا وعاش في فرنسا ومات فيها 1881- 1973
وقد تعلم بيكاسو الرسم تحت إشراف أبيه وكان أبوه أستاذاً للرسم ، وظهرت موهبته مبكرا منذ السابعة من عمره و التحق بمعهد الفنون ثم بأكاديمية الفنون في برشلونة ثم سافر إلى فرنسا واستقرفيها