لاسكابيليتا
ليوناردو دافنشي
إسم هذه اللوحة لاسكابيليتا أو
رأس أنثى رسمها ليوناردو دافنشي سنة 1508 بعد عشرين عاما من إتمامه "العشاء
الأخير"
كان لديه نظرة فلسفية عميقة إلى جمال
الأنثى بحيث يحاول دائما إبراز جمال الروح
والنفس والتقاط الحالة الداخلية الإنسانية والروحية التي تميز الشخصية
وهي لوحة جذابة بحيث نجده قد برع
في رسم شعر المرأة الذي يبدو غير مرتّب، وبراعته في تمثيل النظرة المفكّرة
والمتأملة التي تعمقها وضعية الرأس المحني نحو الأسفل
كما تبدو كذلك في تقاطيع الوجه
التي تشي بنوع من الجمال النبيل المفعم بقدر غير قليل من البساطة والرقة
يتميز بورتريه دافتشي الذي
يتناول النساء كموضوع بتشابه في الملامح الفزيائية التي تكاد أن تكون واحدة تقريبا
وهي سمة تختصر مفهوم الفنان
الخاص عن الجمال الأنثوي خلال عصر النهضة الإيطالي، فالأنف دقيق وحادّ والشفاه
رقيقة والجبين عريض وناتئ قليلا، بالإضافة طبعا إلى المسحة التأملية الهادئة
والبسمة الخفيفة والغامضة
وقد تميز هذا الفنان الذكي بفلسفته الخاصة عن المرأة بحيث يرى أنها من الناحية البيولوجية والفكرية مكافئة للرجل....
إلا أن فكره أو رؤيته هذه شكّلت تحدّيا لأعراف المجتمع الأبوي آنذاك
والذي لم يكن يعترف بدور النساء في السياسة أو في المجتمع
أثارت لوحة "لاسكابيليتا
اهتمام الكثير من النقاد ومؤرخي الفن
بحيث أن الطابع التأمّلي العميق في اللوحة دفعهم للقول
أنها أكثر أعمال الفنان تسامياً ونبلا
بل البعض يذهب إلى القول أنها أكثر سُموا حتى من
الموناليزا. وقد رسمها ليوناردو بطريقة احترافية بارعة تؤهلها لان تعمّر طويلا
مُتحدّية كلّ عوامل النسيان والتقادم
وقد اكتسبت هذه اللوحة المعبرة
رؤية جماهيرية واسعة حين وظفت سنة 1998في فيلم سينمائي مشهور