قراءة في لوحة : الفتاة ذات القرط الماسي // حكاية لوحة


the girl with the pearl
  

  
huile sur toile, 45 × 40 cm


هذه اللوحة الرائعة إسمها الفتاة ذات القرط الماسي girl with the pearl// يطلق عليها موناليزا الشمال// la « Joconde du Nord »
رسمها الفنان الهولندي يوهانس فيرمير Johannes Vermeer 1632-1675م
يعتبر من أكبر فناني القرن 17م في أوروبا


عُرف فيرمير بقلة أعماله، فقد بلغ عددها 45 عملا فقط
لأنه لم يهتم يوما بالربح التجاري، أحب الفن من أجل الفن
وقد ركز على رسم البورتريه واللوحات الشخصية، مستعملا الألوان الدافئة في مجمل أعماله
فطبيعته الهادئة وعزلته كنتا أساسا في إبداع لوحاته الأنيقة
حيث اصطبغت رسوماته بجمالية قلَّ نظيرها
من بين لوحاته نجد "بائعة الحليب" / "صانعة الدانتيلا"......
أما لوحته الأهم كانت "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" 1882
فهي نابضة بالحياة، تكمن فيها القدرة المذهلة ليوهانس فيرمير فيسبر أغوار الضوء والعتمة في اللوحة مُوظِّفا الألوان الهادئة والحميمية  من أجل الإبهار البصري
فتاة فيرمير صامتة بشكل يطرح أكثر من سؤال فهي تبدو وكأنها تريد أن تبوح بشىء، حيث توحي بذلك الشفتان القرمزيتان بلون الكرزوشحوب يشي بالكثير من الرقة والجمال، نظرتها شاردة يكتنفها الغموض
في خلفية اللوحة التي رسمت عليها الفتاة،  يظهر اللون البني الغامق عكس اللون البني المائل للصفرة الذي يظهر جليا على المعطف، بينما الأبيض عمل على صنع مشهد التباين في ياقة المعطف وانعكاسه على القرط اللؤلؤي
مما جعله يبدو مُنسدلا كدمعة من اللؤلؤ الخالص، أما اللون الأزرق وعليه شريط اللون الليموني المسترسل فقد أطَّر وجهها
وأعطاه لمسة من الجمال الآسر
يفسره البعض بأن اللوحة غير مكتملة، وخاصة مع مسحة البياض التي تحيط بعنقها الرخامي والألوان الترابية المتدرجة لمعطفها الشاحب.
الفتاة غريت أجبرتها الظروف للعمل لدى أسرة أرستقراطية بعد إصابة والدها بالعمى. ويبدو أن إلهام فيرمير كان قد ذبل في الفترة الأخيرة لتكون غريت بمنزلة هدية من السماء سقطت عليه من حيث لا يدري في وقت أشد ما يكون فيه إلى ملهمة لأفكاره، جمالها الرقيق وأنوثتها الفياضة شكلا دافعاً قوياً لتتحرك ريشته