على مرأى البحر//خديجة راشدي
على مرأى البحر
تداعب الرياح أفلاك الانصهار ...
تُعطِّل بوصلة الانعكاس الكسيح
فتغتسل العاصفة من نواياها الخفية
ببريق اللُّجَّة المحْمومة
وهياكلها القتيلة تسكب نزيفها الذي اصطبغ شظايا القحط
المصقول على جفون الغرقى.....
عن كثب....
سيَّجت النجوم مرافئ هواجسها
لكي لا يتَورَّم وميضها
على أكتاف الحِبر الطاعن في العصيان...
تسْتَجْدي لحظة تجلّي
لحظة انْعتاق أهذابها من تمَرُّدِ الْهَوَسِ ....
المنجرف من مِدْخنةِ حياةٍ آيِلَة للجفاف !
وأعْمدة الصمت تنهار على الشطآن الضَّغينة
تُؤجج عَطَش يَقِين مُهمل على قِفار كواكب تتوغل في الاغتراب
تعلن تشظي الأزمنة المُنْكفِأة على ضلوع ساعات مكفوفة حُبْلى بالوجع
تنهار الأقْنِعة العبَثِيَّة في محْفل الارْتِدادات
المتعتِّقة في الغرور..
تتوغل في صدر الشتاء الأبكم
في انفلات الفلق
في وحشة الثوابت
فيُسْدِل الْيَمُّ سِيمَات رهْبَتِه الماطرة
على أبْراج التلاشي
كي لا يصدأ الدَّهْر على دفاتره اليتيمة......
...... !